Posts

Showing posts from March 2, 2012

النص القرآني والاستشراق الجديد - د. رضوان السيد

Image
انتهى الاستشراق الكلاسيكي (ما بين نولدكه ورودي باريت) إلى أنّ النص القرآني الذي يتداوله المسلمون في المصحف العثماني هو ما تركه النبي صلوات الله وسلامه عليه، وأجمع عليه المسلمون منذ عهد عثمان بن عفان. ويحفل هذا النص بإشكاليّات نحوية وصرفية ومضمونية وتركيبية، إنما لا مرجع لفهم هذا النص وإشكاليّاته إلا ميراث المسلمين التفسيري في القرون الثلاثة الأولى للإسلام. وجاء الاستشراق الجديد منذ السبعينيات من القرن العشرين المنقضي، معيداً النظر وبشكلٍ راديكالي في كلّ نتائج الاستشراق الكلاسيكي، سواء بالنسبة للقرآن، أو بالنسبة لتاريخ الإسلام الأول (القرن الهجري الأول). وقد مرّ هذا الاستشراق بموجتين؛ الموجة الأولى بين السبعينيات والتسعينيات، والموجة الثانية منذ النصف الثاني من التسعينيات وحتى اليوم. في الموجة الأولى رفض المراجعون الجدد كلّ النتائج البحثية السابقة، وذهبوا (من مثل وانسبورو وكرون وكوك وتلامذتهم) إلى أنّ القرآن ليس نصاً قائماً بذاته، أو أنّ ما بين أيدي المسلمين منه إنّما هو أمشاج ممّا تركه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والأمويون، وأنّه ما صار نصاً قانونيّاً إلا في القرن الثال

مسؤوليتنا أمام الثورات والصحوات العربية - العلامة السيد علي فضل الله

Image
يمرّ العالم العربيّ بمرحلةٍ مصيريّةٍ الآن، مرحلةٍ جديدةٍ من تاريخِهِ الحديث، عنوانُها ثوراتٌ في أكثر من بلدٍ. ونحن لا يمكننا أن نتعامل مع هذه الثورات إلاّ بالنظر إليها من مستويات عدّة، قد تختلف فيها الأحكام باختلاف زوايا النظر ومجالاته. أحد المستويات هو النظر إلى أطرافٍ، أداروا هذه الثورات بما يُشبه غرفة عمليات، تلقّفوها ودعموها ووضعوها في تصرّف هذا الواقعِ الدوليِّ أو ذاكَ، واحتفظوا بحقّ التدخّل والسطوة وقت الحاجة لذلك. على مستوى آخر، لا أحد يمكنه أن ينكر وجود شعوب مُضطهدة مظلومة مقهورة، جاءت الفرصة لها لتنعتق من أَسرِها، ومن قيودِها وأغلالِها، فانطلقتْ نحو المناداة بالحريةِ، وبالتعبير عن إرادةٍ داخليةٍ هي ثمرةُ عُنفوانٍ متجذِّرٍ في النفوسِ، وشعور إنساني مرتبط بالكرامة والعزّة التي يتوق إليها كلّ بشري مهما كانت اتجاهاته الثقافية والدينية والفكرية وأين ما كان على وجه هذه البسيطة... على هذا المستوى الأصيل والحقيقي، شكّلت هذه الثورات حالة انصهار وذوبان في جوهر القضية الإنسانية أكثر من مسمّياتها، التي أُريد لنا أن نستغرق في عَنْوَنَتها وتأطيرها إلى حدٍّ أنْسانا أساس القضية،