Posts

Showing posts from August 1, 2012

صعود القوة الصينية يعدّل الحسابات الاقتصادية والعسكرية

Image
الحياة- الاربعاء, 28 ديسيمبر 2011 حسام عيتاني في منطقة لا تهتم بها الصحافة العربية كثيراً، تُرسم خطوط بعض أبرز سمات مستقبل العالم. في المنطقة تلك، الصين وشرق آسيا، تبرز قوى عالمية باقتصادات ضخمة وبقدرات بشرية وعلمية هائلة وتختزن طموحات استراتيجية كبيرة. والأسباب هذه قابلة للتصريف في مسارات عدة. فالطموحات الاستراتيجية والضرورات الاقتصادية وتناقض المصالح، قد تتضافر لإنتاج أزمات سياسية وحروب واسعة النطاق، قد تؤدي إلى تغيير كل أولويات الدول في شرق آسيا والعالم. كما أن المعطيات ذاتها قد تتيح تحقيق مستويات نمو مرتفعة ضمن تقسيم عادل للثروات ما يساهم في توسيع رقعة الازدهار والرفاه. وتمسك الصين، باقتصادها الضخم، أولاً، جملة من الروافع الناظمة لتطور الأوضاع في إقليمها الضخم ثم في العالم. على أن أهمية الروافع هذه تتبدل تبعاً لمعطيات الداخل والخارج والعلاقات مع الدول المجاورة والبعيدة وتبعاً للمعادلات الدولية. وركزت الصحافة العالمية في العام 2011 على تطور القوة العسكرية الصينية سواء لناحية دخول أسلحة جديدة إلى الترسانة الصينية لخدمة اتساع الأهداف الاستراتيجية والسياسية، أو لناح

بيكاسو: نجاحه وإخفاقه - د. هيثم مزاحم

Image
" كتاب للكاتب البريطاني جون بيرجر نقله إلى العربية فايز الصياغ ونشرته المنظمة العربية للترجمة في بيروت عام 2010. نشر الكتاب لأول مرة في العام 1965، فتوالت عليه الهجمات من أكثر من مكان، باعتباره يطرح موقفاً نقدياً متغطرساً وخبيثاً، تنقصه الحساسية، من أعمال الفنان الإسباني ـ الفرنسي الشهير بابلو بيكاسو. نبذ الكتاب في انجلترا بوصفه فاسد الذوق. وكان بيكاسو آنذاك على قيد الحياة وفي أوج عظمته. يقول الكاتب بيرجر إنه تفاجاً من رد الفعل النقدي الذي واجهه كتابه هذا، فقد اعتقد أنه وضع مقالة تنبض بالتعاطف مع الفنان ومع الإنسان الذي يمثله. وتبدأ المقالة على سبيل المثال بمناقشة ثروة بيكاسو، وإذا قدرت المبالغ التي ذكرها الكاتب آنذاك بما يعادل أسعارها بالعملة الراهنة لكان علينا مضاعفة الرقم عشر مرات على الأقل. وما إن توفي بيكاسو في العام 1973 عن واحد وتسعين عاماً، حتى بدأت جولات مضنية من التقاضي أمام المحاكم حول ثروته. ويقر الكاتب بيرجر أنه عندما ألف الكتاب لم ينوه بما فيه الكفاية بجملة من الأعمال النموذجية التي رسمها بيكاسو بين عامي 1902 ــ 1905، إذ كان ينتظر بفارغ الصبر الوصول إلى المرحل

سلاح المقاومة لبناء دولة بدلاً من المزرعة - بقلم قاسم عزالدين

Image
إعاقة تسليم قرار الحرب والسلم إلى "المجتمع الدولي"(1) مفارقة نادرة في التاريخ السياسي تجمع بين فاشيين صليبيين، وإسلاميين تكفيريين، ومتغرّبين نيوليبراليين، سوياً، على نزع سلاح المقاومة. المفارقة الأدهى أن الجمع المتحارب في أصوله ومقاصده يجتمع على القول إن سلاح المقاومة هو دولة داخل دولة مزعومة ليست في حقيقتها وفلسفتها أكثر من مزرعة غرائز بدائية. وهذا الجمع ممن ضم مجلسهم يقول، كل من مرقد عنزته، إن على المقاومة تسليم سلاحها إلى دولة مزعومة كي تصبح مزرعته دولة. سنحاول في هذه المقالة الدلالة على أن هذا القول   يستهدف إزالة سلاح الردع الذي يوفر إمكانية بناء دولة على أساسه، ولا يستهدف توفير سلاح إلى مزرعة تصبح به دولة. وفي القسم الثاني الدلالة على أن المقاومة أتاحت انتشار هذه الترهات العدوانية حين أهملت توظيف انجازات المقاومة في العمل على بناء دولة بديلاً من المزرعة. يتصوّر الجمع أن سلاح المقاومة الرادع حديد أصم من الصواريخ والذخائر يمكن نقله من مخزن المقاومة إلى مخازن "الدولة"، فتغتني به الدولة وتقوم به مقام المقاومة. والحقيقة أن هذا التصوّر هو بحد ذاته مبر

قراءة في الثورات وأسبابها - د. هيثم مزاحم

Image
الكتابات النظرية الغربية الرصينة عن الثورة هي في معظمها دراسات لتجارب الثورات العالمية واستخلاصات لهذه الدراسات. وبالتالي تقدم هذه الدراسات بعض العناصر المشتركة للثورة التي تمكننا من فهم أسباب الثورات ودوافعها، لماذا تحدث وكيف، على الرغم من تباين الأسباب أحياناً، واختلاف العوامل والدوافع أحياناً أخرى، بحكم ظروف الزمان والمكان، واختلاف البنى الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لمجتمعات الثورات. وقد اختلف الباحثون في الثورات بشأن إمكان توقّع الثورات، فذهب البعض إلى أنها تكون فجائية، وذهب البعض الآخر إلى أن الحديث عن الثورة ينتشر عادة في المجتمع الذي سيشهد ثورة لاحقاً. وأعطى بعض المؤرخين والباحثين العامل الاجتماعي والاقتصادي الدور الأبرز في دفع الناس إلى القيام بالثورات، فيما رأى البعض الآخر أن الدافع السياسي نتيجة الاستبداد والظلم هو الذي يجعل الشعوب تنتفض ضد الحاكم الظالم والمستبد. وفي حالات أخرى، لعب العامل الثقافي الديني الدور الرئيسي في وقوع الثورة، من دون أن يعني ذلك أن عاملاً واحداً يكفي وحده لإشعال الثورة. بل إن اجتماع عوامل عدة وتراكم الدوافع والأسباب هي ا

تقليد الأعلم ومأسسة المرجعية الشيعية د. هيثم مزاحم

Image
تقليد الأعلم ومأسسة المرجعية الشيعية هيثم مزاحم صحيفة الحياة السبت ١٩ مايو ٢٠١٢ بعد هزيمة الاتجاه الأخباري الشيعي على أيدي الأصوليين (نسبة إلى أصول الفقه) بزعامة الشيخ وحيد البهبهاني (1706 - 1791) في كربلاء، حصل البهبهاني على لقب مجدّد الفقه الاثني عشري. تركز جدل البهبهاني مع خصمه الشيخ يوسف البحراني (توفي 1758م) على ضرورة الاجتهاد بعد الغيبة الكبرى للإمام المهدي، واستحالة استفتاء الإمام الغائب في قضايا الدين والفقه. وهكذا اتجه البهبهاني إلى القول بـ «العلم الإجمالي» للمجتهد بعد غيبة الإمام، وإمكان تقليده بشكل لم يسبق له مثيل لدى الاثني عشرية، مشيراً إلى أن أحداً لا يستطيع إغلاق باب الاجتهاد برغم عدم تحقق العلم اليقيني. وهكذا، قاد البهبهاني القول ببلوغ المجتهد درجة العلم إلى القول بأنه بمثابة وكيل للإمام أو نائب عنه. ثم جاء الشيخ أحمد النراقي (1245هـ - 1830م) فقال بذلك صراحة، مشدداً على أنّ المجتهدين الذين يبلغون هذه الرتبة قلة. وأوضح أن الفقيه الذي يستحق لقب نائب الإمام هو رأس المجتهدين وأعلمهم. ويبدو أن ثمة تضارباً في الآراء بشأن بداية القول بوجوب تقليد الأعلم،

عبد الكريم سروش: المنزع والتحولات …. بقلم : د. رضوان السيّد

Image
ترددت طويلا في الكتابة عن تحولات عبد الكريم سروش الأخيرة، ليس لقلة أهميتها؛ بل انتظارا لاكتمالها بحيث يمكن الإحاطة بها وتقويمها. وما اكتملت تلك التحولات، لكن زملاءه والعلماء الأصغر سنا بإيران هاجوا عليه هياجا شديدا بحيث صار الرد على أطروحاته الأخيرة لديهم، وفي قم بالذات، أهم من شتم الأميركيين بشأن ملف إيران النووي! ولذلك رأيت أن أستعرض تلك الآراء ودلالاتها على التحولات العميقة والمتناقضة بداخل الفكر الإسلامي، ولدى الشيعة والسنة على حد سواء. ولمن لا يعرف عبد الكريم سروش جيدا، هو واحد من الشبان الإيرانيين الذين تحمسوا للثورة الخمينية، وكان قد درس في الأصل الصيدلة بلندن، وتأثر أثناء دراسته بأفكار الإيراني المجدد علي شريعتي، وقد بلغ من ثقة الخميني به أن جعله ضمن اللجنة المسؤولة عن إعادة «تأهيل» الجامعات لإخراجها من «التلوث» الغربي على مدى ثلاث سنوات. بيد أنه سرعان ما ابتعد عن النشاطات اليومية، وانصرف للعمل الفكري النهضوي والتجديدي، لكنه بدأ من خلفية صوفية أو عرفانية، جعلت مقاصده غائمة بعض الشيء، وإن تكن قد حمته مؤقتا من تغولات السلطة وولاية الفقيه. بيد أن هذا التخفي ما أفاده طو

المسيحيون ومشكلات التغيير في العالم العربي - الدكتور رضوان السيّد

Image
كنت أستعد للعودة إلى مناقشة مسألة التغيير وعلائق المسيحيين في العالم العربي بها سلبا وإيجابا عندما توفي البابا شنودة الثالث، أرفع رجالات المسيحية قامة ومقاما في دنيا مصر والعرب خلال العقود الثلاثة الماضية. وقد وجدت في ذلك مناسبة للمضي من مدخل إشكاليات الجماعات الدينية والدولة الوطنية خلال تلك الفترة. فالأقباط الأرثوذكس هم أكبر الجماعات الدينية غير المسلمة في مشارق العالم العربي ومغاربه، وهم يقعون في أصل مصر وكونها الديني والوطني والإنساني. ورغم هذا التجذر؛ فإن علاقتهم بالدولة المصرية داخلها الخلل منذ أيام الرئيس السادات، وظلت الأمور موضوع أخذ ورد أيام الرئيس مبارك، بسبب تعرض أدوارهم السياسية والاجتماعية للتآكل، وتعرض كنائسهم وحراكهم للأخطار من جانب الجماعات الإسلامية المتشددة. والبابا شنودة ذو الشخصية القوية والمستقلة ظل على قناعة راسخة بأن العاصم للأقباط العلاقة الوثيقة برأس الدولة (وليس بأجهزتها)، والعلاقة الحسنة بالأزهر. وقد كسب البابا شعبية لدى المصريين بعامة عندما تجنب التطبيع مع إسرائيل بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، إذ منع الأقباط من الحج إلى القدس وكنيسة القيامة؛ فعاقبه

المرجعية الدينية بين الواقع التقليدي وطموحات المأسسة: العلامة فضل الله نموذجاً - د. هيثم مزاحم

Image
شهدت الحوزة العلمية للمسلمين الشيعة في القرن الماضي دعوات جدية واقتراحات منهجية لتطوير المرجعية الدينية ومأسستها، ولعلّ أبرز المناقشات حول تطوير المرجعية ومأسستها تعود إلى خريف العام 1960م وشتاء العام 1961م، حيث انطلقت نقاشات بين الفقهاء والعلماء في إيران حول اختيار مرجع التقليد ووظائفه. وكان من أبرز، الذين طرحوا أفكاراً وكتبوا أبحاثاً حول تطوير مرجعية التقليد وآلية اختيارها ووظائفها وتحويلها إلى مؤسسة، آية الله السيد محمود الطالقاني (ت 1979م) والسيد مرتضى الجزائري، والشيخ مرتضى مطهري (ت1979م)، والشيخ محمد مهدي بهشتي (ت 1980م)، والمفكر الإسلامي مهدي بازركان (ت 1995) . ولاحقاً طرح آية الله السيد محمد باقر الصدر أطروحة أطلق عليها تسمية " المرجعية ال صالحة أو الرشيدة" ، وطرح آية الله السيد محمد حسين فضل الله(ت 2010م) كذلك اقتراحاً سمّاه " المرجعية المؤسسة " ، إضافة إلى أفكار متفرقة طرحها عدد من العلماء والفقهاء تركزت على تطوير المرجعية والحوزة الدينية، أبرزهم الشيخ مرتضى مطهري ، والإمام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين(ت 2001م) والشيخ محمد جواد مغنية (ت19